10 عوامل نفسية لتحقيق الرضا الوظيفي |
الرضا الوظيفي هو أحد أهم عوامل استقرار الموظفين، فلا شك أن مستوى أداء الناس في أعمالهم ينخفض عندما لا يشعرون بالرضا عن وظائفهم، ناهيك عن نوعية حياتهم، وعندما يتعلق الأمر بعوامل الرضا الوظيفي، عادة ما يدور الحوار حول الامتيازات في موقع العمل وبرامج العافية، لكن ما هو أكثر أهمية من وجود صالة رياضية في موقع العمل والامتيازات الأخرى هي العوامل النفسية للرضا الوظيفي.
بالطبع، كل شخص فريد فيما يريد تحقيقه من عمله، لكن هناك بعض عوامل الرضا الوظيفي التي يتفق عليها علماء النفس عادة، وفهم تلك العوامل النفسية يعطيك القدرة على مساعدة فريقك في تحقيقها؛ مما يضمن سلامتهم النفسية وينعكس بصورة إيجابية على أداؤهم لمهام عملهم.
1. إشعارهم بالإنجاز
الشعور بالإنجاز هو أول تلك العوامل، ففي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على أعضاء الفريق فهم ما يساهمون به في الصورة الكبيرة للعمل، ومن ثم فهم يشعرون بالرضا أكثر عندما يشعرون أنهم يحققون شيئًا ما، وهذا دور قائد فريق العمل، أن يشعرهم بـ "الانتصارات الصغيرة" التي يحققونها؛ وقد وجدت البروفيسورة تيريزا أمابيل، مؤلفة كتاب "مبدأ التقدم: استخدام الانتصارات الصغيرة في إشعال الفرح والمشاركة والإبداع في العمل" أن 28٪ من أحداث العمل الثانوية لها تأثير كبير على روح العمل.
2. إعطاء التغذية الراجعة (Feedback)
عندما لا يتلقى أعضاء فريقك أية تعليقات على أعمالهم فإن ذلك يشعرهم بالإحباط الشديد، وما عليك إلا أن تشجعهم بالتعليقات الفعالة التي تساعدهم في معرفة تقييمك لما قاموا به من عمل وكيف يحسنون أداءهم في المرات القادمة.
تحتاج أيضًا إلى معرفة أي نوع من التعليقات يستجيب لها أعضاء فريقك على نحو أفضل، حيث تُظهر الأبحاث أن المبتدئين تسعدهم ردود الفعل الإيجابية ويستجيبون لها على نحو أفضل، في حين يستجيب أصحاب الخبرة منهم للتعليقات السلبية على نحو أفضل. وفي حالة التعليقات السلبية، لا يكفيك مجرد الإشارة إلى الخطأ، بل عليك أن تشرح سبب عدم عمل شيء ما على النحو المطلوب، وكيف يمكن تصحيح الوضع في المرات القادمة.
3. التوازن بين الاستقلالية والتحكم
عندما تشير إلى أعضاء فريقك إلى الوجهة التي تريدهم أن يتجهوا إليها في العمل، فإن هذا يعد أمرًا رائعًا، أما أن ترسم لهم خارطة الطريق بالتفصيل فهذا ما لا يستحب، فشعور الموظف بالاستقلالية والتحكم ضروريان ليشعر بالرضا عن عمله. حيث وجد علماء النفس أنه كلما قل تحكم الناس في وظائفهم، كلما وجدوا أنها مرهقة وغير مرضية.
4. تخفيف المتاعب اليومية الصغيرة والمهام الروتينية
الرضا الوظيفي للعاملين يتأثر سلبا بشكل كبير نتيجة للمشاكل اليومية التي يواجهونها، مثل العمل المزعج غير الضروري، أو المهام الإدارية التي لا معنى لها، وعلى الرغم من أنها أمور قد لا تبدو كبيرة، إلا أن التوترات اليومية التي تتسبب فيها يمكن أن تؤثر فعلًا على الرضا الوظيفي.
والخبر السار هو أن هذا هو أحد أسهل الأشياء التي يمكن تغييرها، ويعد خطوة كبيرة في تعزيز رضا العاملين، وهو ما يحدث بإعادة النظر في العمليات الجزئية المطلوبة لتحقيق العمل ومعرفة ما إذا كان من الممكن تبسيطها، كما يمكنك ببساطة سؤال موظفيك عن متاعبهم اليومية من تلك العمليات ومعالجتها، وسوف يكونون ممتنين لذلك.
5. تقديم الدعم المؤسسي
كلما تلقى العاملون دعما مؤسسيا شعروا بالرضا الوظيفي، فالناس يريدون أن يعرفوا أن مكان عملهم يهتم بهم، ويمكن التعبير عن ذلك من خلال عدد كبير من الرسائل، من كيفية تعامل رؤسائهم معهم، ومن الفوائد والرسائل التي يتلقونها منهم. وحتى إذا لم يكن بإمكانك تقديم جميع المزايا والحوافز التي تفضلها لموظفيك، فإن الشيء المهم هو أنهم يدركون – من خلالك - أن مؤسستهم تدعمهم.
6. الاعتراف بإنجازاتهم
إذا لم تعترف بإنجازات فريقك، فإنك تخبر الموظفين لديك بأنك لا تهتم بالعمل الذي يقومون به، وإذا كنت لا تتواصل معهم إلا عندما تحدث نتائج سلبية، ولا تعترف بالإنجازات بشكل كاف، فقد تدفع فريقك لإيثار السلامة وتثنيهم عن المخاطرة. يجب عليك بالتأكيد التركيز على التحديات التي يواجهها فريقك، ولكن يجب أيضًا قضاء بعض الوقت في التفكير في مقدار ما تم تحقيقه بالفعل، فإذا كان فريقك يشعر بأن إنجازاته مهمة، فسيشعر بالتحفيز على مواصلة السعي لتحقيق أهداف شركتك.
7. تحسين جودة بيئة العمل المادية
لأن فريق العمل يقضي الكثير من وقته في المكتب، فإن بيئة العمل المادية يمكنها أن تحدث فرقا في الرضا الوظيفي، ومن ثم سيكون من المفيد للموظيف أن يكون لديه مكتب جيد، ذو خصوصية ولو بسيطة، مع فصل المناطق الاجتماعية عن تلك الهادئة، إضافة إلى الإضاءة الجيدة وبعض النباتات، وسوف يصبح المكتب أفضل.
8. المرونة
توفير المرونة هو وسيلة رائعة تظهر بها لأعضاء فريقك أنك تثق بهم، فليس هناك ما هو أفضل من هبة الوقت كأحد الامتيازات في مكان العمل الأكثر تقديرًا، إذا يعمل الأشخاص الأذكياء بشكل أفضل عندما يمكنهم اختيار جدولهم الزمني الخاص بهم، ومن ثم يمكن لساعات العمل المرنة أن تزيد من المشاركة والإنتاجية، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أنه قد يقلل التعاون. ويعتمد تحقيق التوازن على تحديد المستهدف الذي يسعى فريقك لتحقيقه، ويمكنك البدء بيوم إلى يومين للعمل عن بعد في الأسبوع كاختبار لإمكانية تحقيق ذلك.
9. العلاقة مع المشرف المباشر
يعرف قادة الفرق الكبرى أن موظفيهم يحتاجون إلى المديح لإنجازاتهم وتقدير جهودهم. وفي الوقت نفسه، يجب أن يشعر أعضاء الفريق أنه بإمكانهم دائمًا الاتصال بمشرفيهم المباشرين عندما يكون لديهم أية أسئلة أو مخاوف قد تؤثر على أدائهم، إذ يعد التواصل الفعال في العلاقة بين أعضاء الفريق والمشرف المباشر أمرًا حاسمًا، إما أن يؤدي إلى تحقيق الرضا الوظيفي أو إلى كسره.
10. التوازن بين العمل والحياة
التوازن بين العمل والحياة هو عنصر حاسم في الارتياح في مكان العمل، وعلى الرغم من أن المشاكل في المنزل يمكن أن تؤثر على أداء العمل، إلا أنه تبين أن المشاكل في المكتب من المرجح أن تؤثر على الحياة الشخصية. هناك عامل مهم آخر في تحقيق الرفاهية والمشاركة في العمل، وهو قدرة أعضاء فريقك على فصل أنفسهم عن العمل أثناء وجودهم بعيدا عنه، حيث أظهرت دراسة مطولة أن طلبات العمل المتزايدة تؤدي إلى الإرهاق العاطفي والشكاوى النفسية الجسدية وخفض المشاركة في العمل، وأن الانفصال عن العمل خلال ساعات الراحة يخفف أثر ضغوط العمل على الحياة الشخصية. لذا فإذا كنت تسعى لتحقيق رضا العاملين معك، فاسمح لهم بأن ينأوا بأنفسهم عن عملهم عندما يكونون في بيوتهم، ويساعد اتباع سياسة عدم الاتصال بهم بعد ساعات العمل، باستثناء حالات الطوارئ القصوى، على ذلك.
إذا كنت تسعى إلى تحسين مستوى الرضا في مكان عملك، جرّب البدء في تطبيق أسهل الأشياء في هذه القائمة في شركتك، وأيًا ما كان اختيارك، حتى لو لم يكن يبدو كثيرًا، فاعلم أنه سيكون موضع تقدير من أعضاء فريقك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق