التعريف
من أكثر الأمراض الخطيرة والمزمنة التي تصيب الجسم هو مرض الذئبة الحمراء أو مايسمى بمرض الذأب الحمامي وهو من أخطر الأمراض الروماتيزمية التي تصيب الجهاز المناعي و أجزاء عديدة من الجسم. يقوم بمهاجمة أعضاء الجسم بشراسة ويعتمد على تكسير الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء.
ينقسم مرض الذئبة الحمراء إلى عدة أنواع فهناك الذئبة الحمامية الجهازية وهي التي تصيب أجهزة الجسم من أبرزها الجهاز العصبي وتلف أنسجة خلايا المخ والجهاز البولي، وهناك الذئبة الحمامية المجموعية وهي أخطر أنواع المرض لأنها تصيب جزء من أعضاء الجسم مثل المفاصل والقلب وتلف الرئتين وفشل الكليتين، أما النوع الآخر فهو مرض الذئبة الحمامية الجلدية وهي التي تصيب الجلد فقط وتسبب طفح جلدي والتهابات في الوجه والوجنتين وهذا النوع من أشهر أنواع مرض الذئبة الحمراء وأقل ضررًا. سميت بهذا الاسم لأن المريض عندما يصاب بمرض الذأب الحمامي يتعرض إلى الإصابة بطفح جلدي في وجنتيه وفي عظمة أنفه ويكون على شكل فراشة مما يجعل وجهه شبيه بوجه حيوان الذئب.
الأسباب
اجتمع الأطباء والعلماء والباحثين وقالوا أنه لايوجد سبب معين للإصابة بمرض الذئبة الحمراء وإنما يوجد عدة عوامل اذا ارتبطت ببعضها قد تسبب المرض مثل ارتباط بعض العوامل البيئية مع الجينات والعوامل الوراثية والهرمونية و تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، أو تسبب تفاقم وتدهور الحالة من أبرزها:
1- التعرض لأشعة الشمس الضارة فوق البنفسجية لأنها تؤدي إلى ظهور آفات جلدية ترتبط ارتباطا وثيقا بمرض الذئبة الحمراء، أو حتى التواجد دائما في أماكن يكثر بها مادة السيليكا أو الزئبق، أو التعرض للمبيدات الحشرية والفيروسات والبكتريا.
2- تناول بعض الأنواع من الأدوية والعقاقير الطبية التي تؤدي إلى إصابة الجسم بمرض الذئبة الحمراء أو الذأب الحمامي مثل أدوية حبوب منع الحمل، أو الأدوية التي تزيد من هرمون الاستروجين، وهناك العديد من الأدوية الأخرى منها المينوسكلين، وبروكايناميد، ولوسارتان، والإيزونيازيد، وهيدرالازين، وسولفاسالازين، وكلوربرومازين.
تصاب المرأة بمرض الذئبة الحمراء أكثر من الرجال وذلك بسبب الحمل والولادة الذي يضعف من وظائف جهازها المناعي وتتراوح أعمارهن مابين ال15 عشر عاما أو مابعد سن الأربعين، وقد يصيب أيضا الأطفال حديثي الولادة، ومراحل عمرية أخرى.
الأعراض
يوجد العديد من الأعراض الحادة والعلامات المزمنة التي تشير بوجود مرض الذئبة الحمراء و من أبرزها:
1- الطفح الجلدي
يصاب مريض الذئبة الحمراء بجروح وندبات والتهابات كثيرة على سطح الجلد وقد يحدث احمرار الجلد بمنطقة الجبين والوجنتين والأنف مما يكوّن شكل الفراشة، وقد يزداد الالتهاب وسُمك الاحمرار عندما يتعرض المريض لأشعة الشمس ويسبب الطفح الجلدي المزمن، كما يصيب الفم بالتقرحات. قد تتحول أصابع وأيدي وقدمي المريض إلى اللون الأزرق أو الابيض بمجرد أن يشعر بارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة مع حدوث غزارة في التعرق.
2- المفاصل والعضلات
الشعور بألم حاد في المفاصل وتقلصات العضلات و التهابات العظام والأوتار مما يوجد ورم في المفاصل وعدم القدرة على الحركة نتيجة لإلتهابها وارتفاع درجة حرارتها هذا بالإضافة للإصابة بالألم الروماتويدي المزمن مع الشعور بالتعب والارهاق والحمى والضعف والهزل الشديد.
3- أعراض الجهاز العصبي
الشعور بالصداع والدوار والدوخة الشديدة مع بعض الإضطرابات في النوم مع وجود تورم في الغدد الليمفاوية عند منطقة العنق، كذلك التهابات حادة في المخ والنخاع الشوكي، وهذا بسبب الخلل الذي يحدث في الخلايا العصبية للمخ مما يصاب المريض ببعض الهلوسة والضعف في الأداء البصري مع وجود بعض التحركات اللاإرادية والتشنجات ومن الممكن أن تصل إلى شلل نصفي.
4- التهاب الكليتين
من أكثر أعضاء الجسم التي تكون مهددة بالضرر من الذئبة الحمراء هي الكلى حيث تصاب بالالتهابات والفشل في وظائفها ومن ثم يحدث تلف تام لا وقد تحتاج إلى زراعة كلى أخرى. قد يتضرر أيضًا الجهاز البولي للمريض ويصاب ببعض الالتهابات في المسالك البولية وحرقان في البول نتيجة التهاب الكلى ومحتوياتها.
5- الاكتئاب الشديد
هناك أعراض نفسية حادة قد تسببها الذئبة الحمراء من أبرزها هو الإصابة بحالة من الاكتئاب الشديد جدا والابتعاد عن الأخرين والميل إلى العزلة والوحدة بالإضافة للشعور بحالات من التوتر والقلق والاضطرابات النفسية المزمنة مع الشعور ببعض التغيرات في الإحساس.
6- تساقط الشعر وفقر الدم
من أعراض الإصابة بمرض الذئبة الحمراء هي مرض الصرع أو الثعلبة نتيجة تساقط الشعر بشكل كبير والإصابة بالأنيميا الحادة وفقر الدم .
7- التهاب الرئة
يصيب مرض الذئبة الحمراء التهابات شديدة في الرئتين وتضخم في تجويف الرئة والشعب الهوائية مما يشعر المريض بألم حاد في الصدر وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي مع الإصابة بالحمى والسعال المزمن، والشعور بزيادة في إفراز السوائل وسيلان اللعاب.
8- القلب والأوعية الدموية
من مضاعفات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء هي الخطر الذي يهدد صحة القلب والأوعية الدموية وذلك بسبب الالتهابات التي تصيب عضلة القلب والتهاب التجويف الداخلي لجدار القلب، مع الشعور باحتقان الأوردة وتصلب الشرايين، ومن المضاعفات أيضا هو موت أنسجة العظام مما تتحول لخلايا سرطانية والإصابة بأمراض السرطان الخطيرة.
مرض الذئبة الحمراء والمرأة الحامل
قبل تطور الطب والتقدم العلمي كان يحذر الأطباء المرأة المصابة بمرض الذئبة الحمراء من الحمل وذلك بسبب الخطورة التي تتعرض لها المرأة الحامل هي والجنين وذلك لأن أعراض فترة الحمل قد تزيد من نشاط الذئبة الحمرا. لكن، مع التطور العلمي في الطب فأصبح من المسموح للمرأة أن تحمل بشكل طبيعي ولكن تحت إشراف ومتابعة كاملة من الطبيب المختص ويجب أن يكون مرض الذئبة الحمراء على الأقل في مرحلة خمول فترة تتجاوز ستة شهور على الأقل قبل أن يتم السماح للمريضة بالحمل. اذا أهملت المرأة الحامل في متابعة الطبيب فتكون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كثيرة خلال الحمل فربما تصاب بتسمم الحمل أو الإجهاض، واذا اكتمل الحمل فمن الممكن أن يحدث ولادة مبكرة أو يتسبب في ولادة طفل متأخر النمو.
هل مرض الذئبة الحمراء مرض وراثي؟
حتى الآن لم يكتشف العلماء سبب محدد للإصابة بمرض الذئبة الحمراء ولكن أثبتوا من خلال الدراسات التي تم إجرائها على مرضى الذئبة الحمراء أنه ليس مرضًا وراثيًا ولا يوجد جينات تحمل اسم الذئبة الحمراء. هناك دراسات أخرى تشير أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تنتقل من الآباء عبر الجينات التي تجعل الأبناء أكثر احتمالية للإصابة بالمرض. قد يزداد المرض اكثر عندما يتعرض الإنسان لبعض العوامل البيئية مثل آشعة الشمس فوق البنفسجية، والاشعاعات الضارة، وتناول بعض الأدوية، كذلك الدورة الشهرية قد تؤثر على المرض .
العلاج
لم يكتشف الأطباء حتى هذه اللحظة علاج جذري للتخلص نهائيا من هذا المرض ولكن يوجد بعض الأساليب العلاجية لعلاج الأعراض والمضاعفات الخاصة بمرض الذئبة الحمراء وتقليل الالتهابات التي تصيب الجلد والتي تصيب المفاصل والعضلات ويوجد من العلاج نوعان هما:
1- العلاج بالأدوية
- أدوية الكورتيزون: فهو من الأدوية الأساسية في علاج أعراض الذئبة الحمراء وخاصة في المرحلة الأولى من المرض فهو يحد من نشاط الجهاز المناعي ويتم تناوله عن طريق الفم من خلال أقراص وحبوب الكورتيزون، أو يمكن اتخاذه عن طريق الحقن بالوريد فهو يمنع فقر الدم الذي يصاب به الجسم نتيجة كسر الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء والبيضاء.
- أدوية المضادة للملاريا: وهذه الأدوية من أجل التخلص من الاحمرار والإلتهابات التي تصيب الجلد والقضاء على البثور الجلدية وعلاج الطفح الجلدي الذي يسببه الذئبة الحمراء.
- أدوية مضادة لإلتهابات المفاصل والتخلص من التعب والإرهاق والألم: الذي يصيب العضلات والعظام نتيجة الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، كما يوجد أدوية مثبطة للحد من نشاط الجهاز المناعي والتقليل من الأراضي الجانبية والمضاعفات الخطيرة للمرض.
2- العلاج الطبيعي
- مشروب البابونج والحبة السوداء: تناولي مشروب البابونج الساخن عن طريق إضافة ملعقة من البابونج وملعقة من حبة البركة في كوب من الماء المغلي و اشربيه قبل كل وجبة بنصف ساعة.
- خليط العسل مع الاعشاب: اخلطي ملعقة من العسل الأبيض الطبيعي مع ملعقة من الزنجبيل وملعقة من الجنسينج ويخلط المكونات جيدا. امزجي ملعقة من الخليط في كوب من الماء ويشرب يوميا لمدة ثلاث مرات، وقبل هذا المشروب احرصي على تناول ملعقتين من زيت الزيتون على الريق ثم خليط العسل بالأعشاب
كيف يمكنك الوقاية من مرض الذئبة الحمراء؟
هناك عدة خطوات يمكنك اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض الذئبة الحمراء الخطير من أبرزها:
1- الابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس الضارة فوق البنفسجية، واذا اضطر الأمر احرصي على وضع كريم واقي الشمس مع دهن جسدك بزيت الزيتون أو زيت الكافور. احرصي على ارتداء ملابس واقية من أشعة الشمس كالقبعة، والقمصان ذات الأكمام الطويلة، والسراويل الطويلة.
2- احرصي على اتخاذ قسطا وفيرا من ممارسة الرياضة فهذا يمنع ارتفاع سكر الدم، ولابد من الإقلاع عن التدخين الذي يقوم بدوره في زيادة نشاط الذئبة الحمراء وتعمل على تفاقم آثار الذئبة على القلب والأوعية الدموية.
3- تناولي الأطعمة التي تحتوي على أحماض الأوميغا 3 منها وجبات الأسماك وبعض الخضروات والفواكه، كما ولابد من تناول المصادر الغذائية الغنية بفيتامين د، منها لأن هذه الأطعمة تقوم بتقليل مستوى عنصر الهوموسيستايين بالدم المرتفع عادة عند مريض الذئبة الحمراء والذي يهدد صحة وسلامة القلب والأوعية الدموية.
4- احرصي أيضا على تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الإندول الذي يقوم بتنبيه إنزيمات الجسم من تأثير هرمون الاستروجين الضار الذي يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء منها طعام المسطردة، والكرنب واللفت الأخضر والبروكلي.
5- تجنبي تمامًا الأطعمة المقلية بالزيت الغزير، والأطعمة المشبعة بالدهون والتي تقوم بارتفاع نسبةالكوليسترول الضار في الدم، والتقليل من أطعمة البروتينات الحيوانية والعصائر المعلبة والوجبات السريعة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق